لقاء مع عادل سليمان

أتولى مسؤولية برنامجين يبثان على شاشة بي بي سي العربي- "في الصميم" الذي يقدمه حسن معوض، وبرنامج "أجندة مفتوحة".كما أشرف على البرامج الوثائقيات.
كل ما نعمل به يمثل تحدياً، سواء على مستوى مضمون البرامج ذاته أو في مراحل الأنتاج.
بي بي سي تتمتع بمصداقية كبيرة في المنطقة العربية، لذا لم تواجهنا صعوبات في الحصول على الموافقات اللازمة لتسجيل برامجنا. نحن نخاطب الجهات الرسمية في البلاد العربية واحياناً هناك أخذ ورد حول طبيعة الموضوع، وأسماء الضيوف المشاركين. نتعامل مع الجهات المسؤولة بشفافية واحترام. ونبذل قصارى جهدنا دائماً لإنجاز برامجنا بالشكل الذي تحدده المعايير والقييم التحريرية دون ان نقدم أي تنازلات مهنية.
وتمكنا عبر السنوات من بناء علاقات جيدة مع معظم مسؤولي الأعلام في الدول العربية. نعرف الكثير منهم شخصياً، ويقوم البعض منهم بزيارة مقر شبكة الـ بـي بي سي العربي، للاطلاع اكثر على ما نقوم به.
في برنامج لجنة تقصي الحقائق، نحرص على ان تكون المواضيع التي نناقشها مهمة للجمهور وجريئة في طرحها. الشخصيات التي يلتقي بها حسن معوض مثلاً، معظمها رفيعة المستوى ومنها ما هو مثير للجدل. أما الحوارات فتتناول مواضيع شائكة لها علاقة بالدين والسياسة وغيرها من الموضوعات الحساسة التي تشكل مساحة في مجال الجدل المطروحة في منطقتنا وغيرها.
نلاقي احياناً بعض الصعوبات في تصوير بعض الملفات، نظراً لحساسيتها السياسية. فموضوع التجنيس في البحرين، على سبيل المثال، مازلنا حتى الآن بأنتظار الموافقة من السلطات البحرينية لتسجيل حلقة ضمن "لجنة تقصي الحقائق" حوله، لكنا لم نفقد الأمل وهم لم يسدوا الابواب تماماً! هذا البرنامج يتطلب عدد كبير من الضيوف. فنحن حريصون على ان نشرك في برنامجنا جميع الاطراف الاساسية – وغالباً ما يشمل ذلك مسؤولين.
وعن رفض السلطات لأي برنامج، يقول عادل:
لا يتأتى الرفض بشكل مباشر، بل احياناً على شاكلة يأتي بشكل تأخير في منح الموافقات اللازمة، ومتطلبات وسلسلة طويلة من الاجراءات. اذا لم يكن لدى المرء التصميم الكامل لأنتاج البرنامج قد يؤدي هذا التأخير الى تأجيل الموضوع وخاصة هناك ضغط لأنتاج هذه البرنامج مرة كل اسبوع، وللمرء اولويات.
لذا نحن نعمل بتخطيط برامج، في أكثر من اتجاه ونعمل على عدد من المشاريع في آن. نحاول الآن التصوير في الاردن، القاهرة، المغرب والكويت.
وعن فريق العمل فيقول:
أن لدى برنامج "لجنة تقصي الحقائق" و"أجندة مفتوحة"، منتج مسؤول وباحث ومذيع يقوم بتقديم البرنامج اضافة الى زميلة مسؤولة عن التصوير الخارجي، وآخر مسؤول من اللوجستيات والحجوزات والمسائل الادارية. الفريق صغير لا يتعدى عدده عن سبعة او ثمانية افراد.
لدينا اجتماع أسبوعي لكل من البرنامجين، تُطرح فيه الافكار، تناقش وتمحص. ونصل بعدها الى قرار عندما نقتنع ان الفكرة تناسب البرنامج. أهمية الفكرة تقاس بمدى ملائمتها للجمهور ومدى جديتها وصعوبتها احياناً في التغطية والبث. لي دور في كل مراحل الأنتاج. تصلنا الردود واحياناً الشكاوى الكترونياً ويتفاوت اهتمام الجمهور وردود فعله من حلقة لأخرى. فمثلاً حوار حسن معوض في برنامج في الصميم مع الشيخ يوسف القرضاوي، كان له صدى ايجابياً كبير. نقلت العشرات من المواقع والصحف الحوار مع الشيخ القرضاوي وثمة من أنتقد أسلوب حسن معوض في الضغط على الضيف ومتابعة الاسئلة بأصرار والرغبة في الحصول على الاجابات على نقاط بعينها. ولكنها اجمالاً تثير الاهتمام.
"برنامج أجندة مفتوحة"، برنامج اسبوعي ينتج كل أسبوع ، وبالتالي تنتقي فكرة البرنامج احياناً بما يتماشى بأوسع مفهوم أخبار الاسبوع..وكما يوحي الأسم، هي أجندة مفتوحة لكل الموضوعات نختارها حسب متطلبات الاسبوع. نختار الموضوع الذي نشعر انه يهم عدد من مشاهدينا وانه سيضيف الجديد بطرحه ومناقشته تتناول احياناً موضوعات سياسية لا يمكن تجنبها كالتصعيد في قتال الحكومة اليمنية مع الحوثيين او تصريحات أوباما عن ايران. وفي كثير من الأحيان تتناول مواضيع تخص العالم العربي، لا علاقة لها بالسياسية: كحقوق الانسان، المرأة، الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة. فالموضوعات متنوعة.
نقوم بتصوير البرنامجين في المنطقة العربية بشكل اساسي واحياناً خارجها. فأي حدث عالمي له مردود في عالمنا العربي. على سبيل المثال هايتي والزلزال الذي اصابها جعلها قصة اساسية. ما يقوم به اوباما من سياسات يؤثر على المنطقة. ما تقوم به لندن من اجراءات جديدة ايضاً تمس المنطقة.
ثمة تحديات ومعوقات تواجهنا في سياق عملنا، يفرد عادل: تتفاوت من برنامج الى اخر. برنامج "في الصميم" مثلاً يحتاج الى ضيف واحد وقد يحتاج الى استوديو لتسجيله. التجهيزات اللازمة لتقديم هذا البرنامج ليس بنفس القدر من الصعوبة مثل برنامج "أجندة مفتوحة" الذي يتطلب وجود جمهور. ففي الذكرى الاولى لتنصيب أوباما في واشنطن على سبيل المثال، قمنا بأعداد الحلقة مع جمهور امريكي. كانت هناك صعوبة في أيجاد 100 شخص في أمريكا يتحدث العربية، ومهتم ما نقوم به. وهذا يتطلب وقتاً لتجميع هذا الحشد في الاستوديو لاجراء مناقشة تهمهم في الدرجة الاولى وتهم مشاهدينا. والحصول على الشخصيات المناسبة التي ترفع من مستوى ومضمون الموضوع الذي يتناوله البرنامج وان تتسم بالصدقية، وان يكون البرنامج متوازناً ويمثل وجهات النظر المختلفة. وقد يصل عدد الشخصات الى عشرة في كل حلقة وهذا تحدي في حد ذاته.
أما فيما يخص البرامج الوثائقية، ففي بداية التعاقد مع الـ بي بي سي لشراء البرامج الوثائقية، كنت حريصاً على ان تتضمن على مواضيع سياسية، خصوصاً ذات علاقة بالمنطقة العربية. لم اجد عدداً كافياً من هذه الوثائق وبالتالي كان التركيز على موضوعات اخرى مثل الاقتصاد ،العلوم، الفضاء، المغامرات والاكتشافات. ووجدت ان هناك صدىً طيباً جداً واهتماماً من شرائح مختلفة من الجمهور العربي الذي يحرص على مشاهدة هذه الافلام اكثر بكثير من الوثائقيات التي تركز على المواضيع السياسية.
أدهشني حجم الاقبال على حلقات تتناول الرياضيات ودورها في محاولة تفسير الكون. موضوع صعب وتصورت انه لن يلاقي اقبالاً شديداً، غير الايميلات تعكس غير هذا.
هذا مؤشر على ان جمهور المنطقة له اهتمامات واسعة بموضوعات عديدة.
تخرجت من كلية الآثار في جامعة القاهرة. بدأت حياتي المهنية عملت كباحث أثري لفترة الى
أن أكتشفت أن هذه المهنة لم تخلق لي، ولا أنا لها! أتيحد فرصة للعمل كمذيع في راديو بمصر، قدمت طلباً ونجحت.
لي تاريخ طويل مع الـ بي بي سي، حيث التحقت فيها لأول مرة في عام 1994 مع افتتاح التلفزيون العربي، هذه التجربة التي كنت اتمنى التواصل فيها. ذهبت الى الجزيرة الفضائية وكنت أحد مؤسسيها حيث عملت كمسؤول الاخبار، ثم الى قناة دبي الاقتصادية الى حين واتتني الفرصة الثانية للعودة الى الـ بي بي سي في عام 2000 كمنتج على موقعنا بي بي سي عربي أون لاين، ومن ثم منتجاً في غرفة الاخبار فمذيعاً للنشرات الاخبارية والفترات الاخبارية. وبعدها عملت مسؤولاً عن وحدة التخطيط التي انشئت لاول مرة في عام 2004. بعد ذلك انتقلت الى محرر مسؤول عن غرفة الاخبار، ثم انتقلت الى التلفزيون قبل افتتاحه كمحرر مسؤول عن البرامج.