هل تعيد أوروبا المهاجرين إليها عبر المتوسط إلى حيث أتوا؟
الداخلية الألمانية تقول إن إقناع المهاجرين باستحالة وصولهم إلى الساحل الأوروبي، ربما يجعلهم يتجنبون القيام بهذه الرحلة
فيما يبدو أنه تحول بالنسبة لبلد يتبع سياسة تعد الأكثر سخاء في أوربا بالنسبة للاجئين قالت صحيفة " فيلت إم زونتاج" الألمانية، الأحد 6 تشرين الثاني /نوفمبر، إن وزارة الداخلية الألمانية تسعى لمنع المهاجرين القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط، من الوصول إلى السواحل الأوربية للمتوسط وإعادتهم إلى معسكرات في دول إفريقية.
ونقلت الصحيفة عن الداخلية الألمانية قولها، إنه "يجب على الاتحاد الأوروبي انتهاج نظام على غرار النظام الأسترالي، يتم بمقتضاه إرسال طالبي اللجوء الذين يتم اعتراضهم في البحر إلى مخيمات في دول ثالثة، للنظر في طلبات لجوئهم".
وقالت متحدثة باسم الداخلية الألمانية للصحيفة إن "استبعاد احتمال الوصول إلى الساحل الأوروبي، قد يقنع المهاجرين بتجنب القيام بهذه الرحلة التي تنطوي على تهديد للحياة بالإضافة إلى أنها مكلفة في المقام الأول".، وأضافت "يجب أن يكون الهدف هو إزالة الأساس الذي تقوم عليه منظمات تهريب البشر وإنقاذ المهاجرين، من تلك الرحلة التي تنطوي على خطر على الحياة."
ومنذ فترة تتردد مقترحات بإنشاء مثل تلك المخيمات، على لسان مسؤولين أوربيين، وكان وزير الخارجية الليبي طاهر سيالة قد رد على تلك المقترحات في أكتوبر الماضي، بقوله إن بلاده تعارض إقامة مثل تلك المخيمات على أراضيها.
وجاء رفض الوزير الليبي لتلك المقترحات خلال مشاركته حينئذ، في اجتماع لـ "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" ،عقد في العاصمة النمساوية فيينا، حيث قال إن مشاريع من هذا القبيل تعني أن الاتحاد الأوروبي "يرفض تحمل مسؤولياته ويلقيها على أكتافنا" على حد قوله.
وكانت كل من النمسا والمجر قد سبقتا ألمانيا في هذا ا لاقتراح، ودعتا إلى إبرام اتفاق مع طرابلس، يتيح إعادة المهاجرين الوافدين إلى أوروبا إلى ليبيا التي عبروها، على غرار الاتفاق الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا في آذار /مارس الماضي .
لكن ومع تجدد المطالبة بمثل تلك الإجراءات ، يتوقع أن تلقى مثل تلك المقترحات من وزارة الداخلية الألمانية، معارضة قوية من قبل جماعات حقوق الإنسان وبعض الساسة المعارضين، فقد قال "بيرند ريكسنجه" ، زعيم حزب اليسار الألماني المعارض إنها ستكون "فضيحة إنسانية وخطوة أخرى نحو إلغاء حق اللجوء".، مشيرا إلى ضرورة تقديم طلبات اللجوء في ألمانيا، لضمان حصول مقدمي الطلبات على مساعدة قانونية، واصفا طريقة معاملة استراليا للاجئين بأنها "غير مقبولة تماما".
يذكر أن منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين في البحر المتوسط ، كانت قد اتهمت الاتحاد الأوربي يوم الجمعة الماضي، بالتنصل من مسؤولياته في قضية غرق آلاف من المهاجرين الذين كانوا يحاولون هذا العام الوصول إلى السواحل الجنوبية للاتحاد.
برأيكم
- هل تمثل مقترحات الداخلية الألمانية تغييرا كاملا في سياسة برلين تجاه المهاجرين؟
- هل يؤدي تطبيق إجراءات من هذا القبيل لإقناع الراغبين في الهجرة إلى أوروبا بالتوقف عن محاولتهم؟
- كيف ترون تعامل دول إفريقية مع طالبي اللجوء في حالة إقامة مخيمات لهم بأراضيها؟
- هل يمكن الحفاظ على الحقوق القانونية للراغبين في الهجرة إلى أوربا في حالة النظر في طلباتهم في مخيمات بدول مثل مصر أو ليبيا أو تونس؟