هل تنجح واشنطن في التوفيق بين دعم الاكراد وارضاء تركيا؟
تم الاعلان عن عملية "غضب الفرات"بحضور قادة من الفصائل المشاركة في العمليات العسكرية
بعد اقل من 3 اسابيع من انطلاق العمليات العسكرية لانتزاع مدينة الموصل من سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق، انطلقت العلميات في سوريا لانتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة التنظيم.
المرحلة الاولى من العمليات العسكرية في سوريا تتضمن محاصرة الرقة، عاصمة الخلافة التي اعلن التنظيم عن قيامها قبل اكثر من عامين، وفي مرحلة لاحقة تحريرها بواسطة قوات عربية.
غرفة عمليات "غضب الفرات" العسكرية التي جرى تشكيلها لهذا الغرض وتضم "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل المقاتلون الاكراد عمادها الى جانب عدد من الفصائل العربية، تقود الهجوم بدعم من الولايات المتحدة التي نشرت قوات خاصة تعمل على الارض الى جانب هذه القوات وتقدم لها اسنادا جويا.
وكانت تركيا قد عرضت المشاركة في تحرير الرقة شرط عدم مشاركة الأكراد لكن الجانب الكردي رفض مشاركة تركيا او القوى التي تدعمها في عملية تحرير الرقة.
وبدأت تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا في آب/أغسطس بمشاركة مقاتلين معظمهم من التركمان والعرب، في محاولة لطرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية من الحدود السورية - التركية والحيلولة دون سيطرة فصائل كردية مسلحة على مزيد من الاراضي.
واعلن اكثر من مسؤول تركي ان هدف تركيا الاساسي من عملياتها العسكرية في سوريا هو منع قوات سوريا الديمقراطية من الوصول الى مدينة الباب وطردها من مدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات.
اتفاق واشنطن مع الاكراد وفصائل عربية اخرى لتحرير الرقة أثار حفيظة انقرة التي تقول ان "وحدات حماية الشعب" التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، جماعة ارهابية وانها لا يجب اشراكها في الجهود الدولية للقضاء على التنظيم، فيما حليفتها في حلف شمالي الاطلسي واشنطن ترى ان هذه الوحدات شريك فعال وموثوق في الحرب على التنظيم وتحرير الارضي التي يسيطر عليها.
مع انطلاق عملية "غضب الفرات" زار اعلى مسؤول عسكري امريكي تركيا والتقى برئيس الاركان التركي وعقب ذلك اعلن نائب رئيس الوزراء التركي ان الخلاف بين البلدين مستمر بشأن عملية طرد التنظيم من الرقة وان بلاده ترى ان العرب وحدهم يجب ان يقودوا العمليات العسكرية لتحرير المدينة وان المشاركة الكردية في العملية ليست في مصلحة الولايات المتحدة والسلم الاقليمي.
واعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو ان واشنطن تعهدت لبلاده ان دور القوات الكردية سيقتصر على محاصرة الرقة ولن تدخلها.
واعرب المسؤول التركي عن امله في وفاء الولايات المتحدة بهذا التعهد، مشيرا الى الاخيرة لم تف بتعهد مماثل سابقا التزمت به لانقرة وتضمن سحب المقاتلين الاكراد من مدينة منبج بعد استعادتها من سيطرة الدولة الاسلامية قبل عدة اشهر.
الخلاف الامريكي التركي حول عملية "غضب الفرات" هو حلقة في سلسلة طويلة من الخلافات بين البلدين والتي تتفاقم دون ان يجد الطرفان حلا لها حتى الان.
يذكر ان الجيش التركي وفصائل عسكرية من المعارضة السورية المشتركة في عملية "درع الفرات" اصطدمت اكثر من مرة وتدخلت واشنطن انهت المواجهات بين الطرفين لكن الصدام قد يندلع في أي لحظة مرة اخرى بينهما.
- فإلى متى تنجح واشنطن في منع المواجهة بين العدوين اللدودين، المقاتلين الاكراد وتركيا، في سوريا سواء مباشرة او بالوكالة؟
- وما تداعيات العداء التركي الكردي في سوريا على الازمة السورية؟
- هل تندلع حرب شاملة بين المقاتلين الاكراد وتركيا في سوريا؟