مشردو غزة: لابد من الوفاق لنبني بيوتنا

لايزال غالبية سكان قطاع غزة ممن دمرت منازلهم أو اضيرت بفعل الحرب الاخيرة، يعيشون ظروفا قاسية لغياب المأوى المناسب. بعضهم يسكن في خيام على انقاض بيوتهم او في ملاجئ ايواء موقتة، والبعض الاخر الميسور الحال نسبيا اضطر لاستئجار مساكن بإيجارات عالية او وسط بيئة سكني غير صحية. السبب، حسبما ذكر كثيرون، هو غياب مواد البناء بسبب الحصار، ولكن قبل ذلك ينشد كثيرون المصالحة الوطنية بإعتبارها الحل لكل مشاكلهم لانها ستمهد لكل شئ لاحقا.

هذه اراء بعض من تعثروا حتى الان في أعادة بناء بيوتهم المدمرة.

يوسف - جباليا

كنت أقيم في منزل من ثلاثة طوابق مع بقية افراد عائلتي الكبيرة ومجموهم تجاوز ثلاثين فردا. عندما بدات اسرائيل في قصف القطاع، طال القصف المنطقة التي كنا نسكن فيها في جباليا. خشي الوالد علينا فغادرنا بيوتنا على امل العودة بعد انتهاء القصف. ولكن بعدما عدنا وجدنا البيت مدمرا بشكل كامل. قصفته طائرة اف 16 دون أي مبرر، ويدعي الاسرائيليون انه كان هناك مقاومون بالمنطقة واتخذوها حجة. حصل ما حصل ونحن الان مشردون. بالتأكيد شكل المعيشة سيئ للغاية وبالكاد ارى اخوتي بعد ان كنا نسكن معا تحت سقف واحد. وضع والدي ووالدتي مأساوي حيث يقيمان بخيمة "عُرش" على اثار المنزل المهدم. والاخوة أضطروا لاستئجار اماكن لا تصلح للسكني للعيش بها. صرنا مبتعدين عن بعضنا وليس لنا مكان واحد يجمعنا. اهم المشاكل في عدم البناء هو عدم وجود مقومات البناء " الاسمنت و الحديد " وخلافه. ولو كانت موجودة فلا توجد اموال للبناء. التبرعات جاءت من حكومة سليمان فياض في رام الله ومن حكومة هنية في غزة ولكن كانت للايواء فقط. وقد انفقنا أكثر من نصف هذه المبالغ بالفعل ومع استمرار الوضع على هذا السوء، ربما يكون الامر اكثر صعوبة. المسؤولية الاولي يتحملها الاحتلال بعد قصفه منزلنا في جريمة لا تغتفر. ندعو الله ان يتم التوافق بين شقي الوطن ( فتح وحماس) وان يتم في النهاية التوصل الى تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كي تزول الغمة.

أنس - بيت لاهيا

التعليق على الصورة،

غالبية مباني غزة اضيرت كليا او جزئيا

كنت اقيم في في بيت من شقتين في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة مع افراد عائلتي وعائلة شقيقى وعددنا جميعا ثمانية.

بعد دخول القوات الاسرائيلية للمنطقة قمنا باخلاءها الى منطقة اكثر امنا مع الجيران. ولكن بعد عودتنا وجدنا البيت غير صالح للسكن بعدما لحقه القصف الاسرائيلي.

قمنا بتأجير بيت بالمنطقة ونعجز الان عن اعادة بناء بيتنا المهدم اذ لا توجد مواد بناء.

نريد مواد البناء وسنقوم ببناء جزء من المنزل ولو على نفقتنا الخاصةا.

التبرعات التى وصلتنا كان بغرض توفير احتجات المعيشة وليس البناء. انا اريد ان ابني غرفة واحدة لايواء اسرتي فالايجار مرتفع للغاية ولابد ان يكون هناك حد له.

نحن لانعلم شيئا عن الغد. لا توجد وعود رسمية. هم يمرون بنا كل يوم ويقولون انه بمجرد فتح المعابر سيعينونا على بناء منازلنا. ونحن في الانتظار.

عدلي _ فلاح - جباليا البلد -حي السلام

التعليق على الصورة،

غزة في حاجة ماسة الى مواد البناء

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
بي بي سي إكسترا

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

كان لدي بيت " محترم " مساحتة 152 مترا، وكنت اقوم بتربية الطيور المنزلية المختلفة باعتباري فلاح. كما كان لدي مزارع "بيارات" بمساحات مختلفة بها اشجار موالح وغيرها من الثمار وكانت لدي عربة كارو بحمار انقل بها احتياجاتي.

كنا سعداء ولانشكو الحاجة. ولكن كلها جرفت في الحرب. كلها راحت. المنزل والمزارع والكارو والطيور، وصرت بلا أي مأوى سوى اني الان اعيش مع زوجتي وابناءى الاربعة في خيمة اقمناها على مقربة من اطلال منزلنا الذى دمر تدميرا كاملا من قبل اسرائيل في الحرب الاخيرة.

كنا قد تركنا المنزل خشية القصف وعدنا لنجده حطاما. نعيش الان في الخيمة بعدما كنات نعيشا في بيتنا لاينقصنا شئ وقد هربت الان الى خارج الخيمة بسبب الحر الشديد. واعود اليها فقط في المساء بعد هدوء الطقس.

كل يوم يأتي الينا بعض الناس يعطوننا وعود بأنه بمجرد فتح المعابر سيتم اصلاح ما افسد. ولكن لاتوجد أي مواد للبناء وما يوجد منها مهربا باهظ الثمن.

اخوتي يقومون ببناء بنايات بسيطة جدا ولكن يتكبدون الكثير من الاموال الغير متوافرة اصلا.

بعدما كنت مزارعا، اعمل مع اخي في جمع الحطب خاصة حطام الاشجار التى دمرت في الحرب.

املنا في ان تتصالح الفصائل الفلسطينيةلدينا. الكل ينتظر المصالحة بين ابناء الوطن. ولابد ان تتم المصالحة لان الناس يعيشون في ضجر من الحال السيئ.

حصلنا على اموال من السلطة في رام اللهومن حكومة هنية، لكنها ليست بقيمة فرش غرفة واحدة مما فقدناه.

ننتظر الفرج من الله ثم ننتظر من اخواننا ان يتصالحوا حتى تنفرج الازمة. انا أؤمن بأن الله سيفك الازمة.

التعليق على الصورة،

الكثير من تهدمت منازلهم باتوا من دون مأوى

فارس - الضفة الغربية لي صديق موجود في غزة افادنى بأن اموال وصلت اليهم وتم الصرف من حكومة رام الله.

هم يشكون من ان عدم وجود مواد البناء. فغزة محاصرة، والانفاق لاتستقبل مواد البناء. واذا دخل شئ عبر الانفاق تتضاعف قيمته عشرات المرات.

هم يعيشون في خيام وكان بعضهم يعيش في مدارس، ولكن بعد عودة بعض المدارس للعمل اضطر بعضهم وهم من بيت لاهيا الى اللجوء الى اماكن الايواء المؤقتة ومعظمها من الخيام.

صديقي له خمس اولاد وبناء بالاضافة الى زوجته يعيشون في خيم كبيرة يمكن ان تتحمل الصيف ولكن الخوف من الشتاء.

البعض اضطر للعودة الى الطوب اللبن لبناء دور واحد للميعش. كل الانظار تتجه للقاهرة حيث الحوار الفلسطيني الفلسطيني نتمنى ان يتوصلوا الى اتفاق.

تعليقاتكم:

انتصر اهل غزة في رد العدوان ونقل معاناتهم وكسب التعاطف و.الخ ولكن لا طعم لهذا النصر مالم يداوي الجرحى ويطعم الجياع ويغيث المنكوبين. اين اموال الدول التي ادانت ونددت اين القانون الدولي الذي جرم معاداة السامية ولم يحرم سفك دماء الفلسطينين. اين اموال النفط العربية ؟ اين الضمائر واين البشر واين القلوب واين مفتاحك يا معبر رفح ؟عندما يتوفى جار لنا لانقيم عرسا او احتفالا احتراما لذكراه فكيف ومن قتل هم اهلنا ومن يبيت عاريا هم اهلنا؟ اعلم ان الحكمة تقول ان المصيبة تلملم الفرقاء وتقربهم فأين حكماء العرب ؟

ماجد حجو - مقيم بدبي