الاندبندنت: إذا لم يكن المقرحي فمن يكون؟
تنازل المقرحي عن طلب الاستئناف الذي تقدم به
الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت افردت مساحات كبيرة لتطورات الوضع في افغانستان وتداعيات قضية المقراحي على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ريتشارد انجرام يكتب مقالا للراي على صفحات الاندبندنت حول حادثة لوكيربي والانباء التي تواترت اخيرا عن قرب الافراج عن المدان الليبي في القضية عبد الباسط المقرحي.
يقول انجرام إنه سيكون هناك انكار لابرام اتفاق من أي نوع مع من يدعي "مفجر لوكيربي" عبد الباسط المقرحي، وافق بموجبه على اسقاط الاستئناف الذي كان قد تقدم به مقابل السماح له بالعودة إلى ليبيا.
ويضيف الكاتب أن عدم المضي في اجراءات الاستئناف سيعد بمثابة الفرج في الاوساط الحكومية، ليس فقط بسبب الحقائق التي يمكن أن تكشف بل بسبب الخراب الذي يمكن أن يحدث إذا تم الكشف عن أن المقرحي قد ادين عن طريق الخطأ.
ويقول انجرام إن وزير العدل البريطاني جاك استرو خبير بما يكفي ليعلم أن "لدينا تقليد قديم ومخجل" في ايقاع العقوبة بالاشخاص الخطأ.
ويتساءل الكاتب ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما قبل الاستئناف الذي تقدم به المقرحي وتم الكشف عن أن القوات الامنية والقضاة اخطأوا مرة أخرى؟ وهذا في وقت تحاول فيه الحكومة البريطانية فرض المزيد والمزيد من الاجراءات للتعامل مع تهديدات ارهابية محتملة؟
ويرى الكاتب أن المعارضة لاعطاء الشرطة المزيد من السلطات ستزداد دون شك، وأن السؤال الصعب سيثار مرة أخرى: إذا لم يكن المقرحي، إذا من فعلها؟
السؤال الصعب
تواجه القوات الاجنبية وضعا امنيا منفلتا في افغانستان
فيكي وودس تكتب مقالا على صفحات الديلي تيليجراف اختارت له العنوان التالي: "لماذا نحن في افغانستان، من الصعب الاجابة".
تقول وودس إن السؤال حول سبب وجودنا في افغانستان لا تمكن الاجابة عليه "لدرجة انني توقفت عن طرحه أو الاستماع لاجابات".
وتذكر الكاتبة بقول الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن إن واشنطن تحاربهم "هناك" حتى لا تحتاج أن تحاربهم "هنا"، وتشير إلى أن الرئيس الحالي باراك اوباما يقول "يجب أن نحرم القاعدة من الحصول على ملجأ آمن".
وتضيف الكاتبة أن وزير الدفاع البريطاني قد "صادق" على سياسة اوباما لحرمان القاعدة من "ملجأ آمن".
وترى وودس أن السؤال المطروح الآن بشأن القوات البريطانية في افغانستان لم يعد "لماذا" بل "حتى متى؟"، مشيرة في هذا الصدد إلى تصريحات الجنرال ديفيد ريتشارد القائد الجديد للجيش البريطاني التي قال فيها إن بريطانيا ستظل ملتزمة بافغانستان لثلاثين أو اربعين سنة قادمة.
وتقول الكاتبة إنها ليست متأكدة تماما إذا ما كان قائد الجيش البريطاني على صواب، لكنها بالمقابل متأكدة من أن الرئيس اوباما ليس لديه مثل هذا الاطار الزمني في مخيلته.
أصابع الناخبين
تأمل الحكومة الافغانية في اقبال الناخبين
في الشأن الافغاني ايضا وعلى الديلي تيليجراف كذلك ينقل مراسل الصحيفة في كابول بين فارمر خبرا مفاده أن طالبان توعدت بقطع أصابع الناخبين المشاركين في الاقتراع الرئاسي المقرر في 22 من أغسطس/ آب الجاري.
يقول مراسل الصحيفة إن قادة طالبان هددوا بقطع أصابع أي شخص يضبط وهو يدلي بصوته في الانتخابات المقررة الاسبوع المقبل.
ويضيف المراسل أن متمردي طالبان في جنوب البلاد قالوا إن الاصابع التي سيكتشف عليها الحبر المخصص لتحديد المصوتين ستفصل عن الجسد.
الشأن الافغاني كان حاضرا كذلك على صفحات الجارديان، ولكن على شكل تقرير اخباري افرد له حيز في الصفحة الاولى، حيث نقل مراسل الصحيفة مشاهداته وانطباعاته هناك إضافة إلى لقائه باحد قادة طالبان.
يقول مراسل الجارديان غيث عبد الاحد إن اقليم خوست وباكتيا وباكتيكا في جنوب شرق افغانستان يسيطر عليها اسم واحد هو جلال الدين حقاني القائد العسكري الشهير والزعيم القبلي ورجل الدين والذي ذاع صيته خلال الحرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق.
الوضع بسيط
ويروي عبد الاحد مشاهداته في المنطقة حيث يقول إن الحكومة تسيطر على طرق المواصلات من التاسعة صباحا حتى الرابعة بعد الظهر، بينما تبسط طالبان سيطرتها بقية الوقت.
وينقل عبد الاحد عن احد الصحفيين البشتون قوله "الوضع بسيط هنا للغاية، نحن مسلمون واناس قبليون وطالبان مسلمون ومن نفس القبائل، القوات الاجنبية ليست مسلمة، لقد امرنا الله أن نقاتل الاحتلال".
وبعد رحلة طويلة وشاقة يصل مراسل الجارديان مع مرافقيه لمقابلة القائد مولاي جلالي.
وينقل عبد الاحد عن جلالي قوله "نحن افغان نقاتل جهادا وندافع عن بلادنا تحت قيادة جلال الدين حقاني".
وويواصل جلالي حديثه قائلا "لقد اطاح الامريكان بالامارة (إمارة طالبان) ونحن نقاتل لاستعادتها. عندما كانت طالبان هنا كان الجهاد في افغانستان فقط، لكن الشكر الآن للامريكيين فقد انتشر الجهاد إلى العديد من البلاد الاخرى".
مجاهد ذكي
وحول الاساليب التي يستخدمونها يقول جلالي "نحن نستخدم تكتيكات مختلفة من زرع الالغام في الطرقات إلى القتال المباشر، وفي هذا المعسكر نصنع كل التجهيزات ولدينا كل الرجال الذين نحتاجهم".
ويضيف جلالي "نحن نتبع حقاني، لقد كان مجاهدا ذكيا ضد السوفيت وخلال كل حروبه علمنا كيف نركز على التدريب والتدريس".
ويقول جلالي أن العديد من صغار السن يحرصون على الانضمام إلى طالبان "لكننا نقول لهم اكملوا دراستكم ثم تعالوا الينا".
خراطيم المياه
وعلى صفحات الفاينانشيال تايمز نطالع كاريكاتيرا من وحي الانباء عن بدء تعافي الاقتصادين الالماني والفرنسي بينما لا يزال الاقتصاد البريطاني متعثرا.
يبدو في الكاريكاتير رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ووزير خزانته اليستر دارلينج وقد حملا خراطيم مياه في اياديهما يحاولان أن يخرجا منها أية قطرة لري الارض القاحلة، لكن النبتة الصغيرة التي يحاولان ريها لا تزال صغيرة جدا.
ومن خلف السياج وقف كلا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وهما يبتسمان وقد بدت من خلفهما الاشجار الكبيرة التي تعهداها بالري.