الجنرال اوديرنو: وجود قوات امريكية بالعراق حاسم لحماية الانجازات
اكد على ضرورة بقاء قواته في العراق
قال قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ري اوديرنو ان الدور الامريكي بات حاسما لضمان انتخابات عامة نزيهة ومشروعة في العراق، ومساعدة العراق ليكون شريكا دائما للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
وقلل الجنرال الامريكي من اهمية تصريحات احد مستشاريه التي تحدثت عن اعلان الانتصار الامريكي والانسحاب من العراق قبل المواعيد والجداول المحددة. وفي هذا قال ان الوجود الامريكي في العراق مطلوب للمحافظة على استقرار الاوضاع الامنية، حتى بعد التحسن الملحوظ عقب تسلم القوات العراقية مهام الامن في المدن والحواضر العراقية الشهر الماضي.
وتأتي تعليقات الجنرال اوديرنو تعقيبا على انتقادات المستشار العسكري الامريكي الكولونيل تيموثي ريس، الذي كلف تقييم اداء الحكومة العراقية وقواتها الامنية، والذي دعا الى انسحاب امريكي من العراق قبل الموعد المحدد بفترة طويلة.
"فساد واسع النطاق"
وقال ريس، في مطالعة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز نهاية الشهر الماضي، ان السلطات العراقية "غارقة بالفساد وغير فعالة"، ومن غير المؤمل نجاح القوات الامريكية في تحسين اداء الحكومة العراقية باطالة بقائها في البلاد. وردا على هذا التقييم قال الجنرال اوديرنو، في مقابلة مع وكالة انباء اسوشيتدبرس بثتها الاربعاء، انه استمع الى آراء العديد من ضباطه، لكن وجهة نظر الكولونيل ريس تعاملت مع قضايا تكتيكية، ولم تتعامل مع الهدف الاستراتيجي العام. واوضح قائلا: "هدفنا الذي حدده لنا الرئيس (الامريكي) يتمثل في ضمان عراق مستقل ومقتدر، ونحن لم نصل الى هذا الهدف حتى الآن". وجادل الجنرال اوديرنو، في المقابلة التي اجريت معه في معسكر الرمادي عقب اجتماعه مع مسؤولين عراقيين في محافظة الانبار السنية، بالقول ان القوات الامريكية يجب ان تبقى لاغراض التدريب وتقديم المشورة للعراقيين لتمكينهم من تفادي وقوع اضطرابات او اعمال عنف جديدة قد تطيح بما تحقق من تضحيات كبيرة قدمتها الولايات المتحدة خلال ستة اعوام.
عراقيل كثيرة
ونوه الجنرال الامريكي الى وجود عراقيل كثيرة تعيق تحسن الاوضاع في العراق، وعلى الاخص التوتر الكردي العربي حول كركوك وتوزيع الثروة النفطية، مما يهدد باندلاع العنف مجددا في شمالي العراق. يذكر ان مطالعة الكولونيل ريس، التي كان مفترضا ان تكون مذكرة داخلية معنونة الى عدد محدود من الضباط الامريكيين لكنها انتهت الى نشرها في الانترنت، دعت الى سحب القوات الامريكية الصيف المقبل، اي قبل سنة ونصف من الموعد المحدد لانسحابها، بقوله ان وجودها لم يعد مجديا ولا طائل منه. ويرى مراقبون ان مطالعة ريس اظهرت مدى الاحباط والقنوط الذي تمر به القوات الامريكية في العراق، اذ بدأ الجنود يشعرون انهم قدموا كل ما يمكن ان يقدمونه خلال ما يقرب من ستة اعوام من حرب احتلال للعراق، وهي الحرب التي خلفت ما لا يقل عن 4331 قتيلا امريكيا. وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قد قال الشهر الماضي انه بالامكان سحب لواء امريكي مقاتل مكون من خمسة آلاف جندي من العراق قبل موعد انسحابه المقرر، في حال استمرت الاوضاع الامنية في العراق بميلها الى التحسن.
تردد وتشكك
الا ان كبار مسؤولي الدفاع في ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ما زالوا مترددين ومتشككين من موضوع الانسحاب المبكر، على الرغم من رغبتهم الشديدة في تحويل المصادر والجهد الامريكي من العراق الى افغانستان.
يشار الى ان اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة تنص على انسحاب كافة القوات الامريكية المقاتلة، وعددها نحو 130 ألفا، بحلول اغسطس/ آب من عام 2010 والابقاء على ما بين 35 الى 50 ألف جندي لاغراض التدريب والاسناد وتقديم المشورة للقوات العراقية، حتى انتهاء الانسحاب الكامل في نهاية عام 2011.
المصالحة الوطنية
ويعلق الامريكيون آمالهم على الانتخابات العراقية العامة المزمعة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ويرجون منها ان تكون منطلقا لعملية المصالحة الوطنية في البلاد من خلال تفعيل دور الاطراف والجماعات التي استبعدت او ابعدت عن العملية السياسية في العراق ما بعد اسقاط نظام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واشراكها فيها. وفي هذا الاطار قال الجنرال اوديرنو ان الامريكيين يمكن ان يلعبوا دورا مهما في المحافظة على الهدوء والامن مع ارتفاع درجة التوترات السياسية كلما اقترب موعد اجراء الانتخابات. كما ركز الجنرال الامريكي على اهمية دور عراق مستقر بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط بقوله: "نحن نريد استمرار بناء المؤسسات في العراق والتحرك باتجاه تحقيق الاستقرار في هذا البلد، ونريد ان نجعل منهم (العراقيين) شركاء دائمين يساعدوننا، في تقديري، في جهودنا لتحقيق الامن في الشرق الاوسط. هذه هي اهدافنا". يشار الى ان العراق ما زال بحاجة الى قوة جوية وبحرية، كما ان القوات الامريكية وزعت عددا من ضباطها منسقين ومراقبين لضمان ادارة رشيدة للدولة ومؤسساتها التي تشير عدة تقارير الى انتشار واسع للفساد المالي والاداري فيها.