السعودية: لا للتطبيع قبل الانسحاب الاسرائيلي

وزيرة الخارجية الامريكية سعيدة بما سمعته من المسؤولين العرب
اكدت السعودية على رفض التطبيع مع اسرائيل قبل الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وفقا لمبادرة السلام العربية, وذلك بحسب كلمة المملكة امام الجمعية العام للامم المتحدة في نيويورك والتي نشرتها وكالة الانباء السعودية.
وقالت المملكة في كلمتها ان السلام في الشرق الاوسط "لم ولن يتحقق بمحاولة فرض التطبيع على العرب قبل تحقق الانسحاب وقبل انجاز السلام وكان علينا مكافاة المعتدي على عدوانه في منطق معكوس لايمت للجدية والمصداقية بأي صلة".
كما اعتبرت الحكومة السعودية ان السلام لن يتحقق ايضا عبر "تظاهر اسرائيل باجراء مفاوضات ثنائية أو متعددة مطولة وغير مجدية تتطرق لكل شيء ما عدا القضايا الأساسية التي تشكل صلب النزاع والسلام المنشود".
غير ان السعودية شددت على ان مبادرة السلام العربية التي كانت في اساس اطلاقها خلال قمة بيروت العربية عام 2002 "لا تزال قائمة وتوفر عرضا جماعيا شاملا لانهاء الصراع مع إسرائيل والدخول في اتفاق سلام يوفر الأمن والاعتراف والعلاقات الطبيعية لجميع دول المنطقة".
وتنص مبادرة السلام العربية على سلام شامل بين العرب واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة منذ عام 1967 وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية فضلا عن التوصل الى حل عادل وتفاوضي لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.
خطوات حسن نية
وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد حثت الدول العربية على تقديم خطوات حسن نية تجاه اسرائيل ودعم الفلسطينيين سياسيا للمساعدة في بدء مفاوضات بين الطرفين.
والتقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بمسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وطلبت كلينتون من مسؤولين كبار من عمان والسعودية والكويت والبحرين وقطر والامارات دعم رئيس السلطة الفلسطينية.
وحثت كلينتون تلك الدول العربية على اتخاذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل ودعم الفلسطينيين لاحياء محادثات السلام المتوقفة.
وقالت كلينتون للصحفيين، عقب لقائها المسؤولين العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ان محادثاتها كانت "مثمرة للغاية". واعربت عن سعادتها لما سمعته من مسؤولين من مصر والعراق والاردن.
ومن بين الخطوات التي تريد واشنطن من العرب اتخاذها فتح مكاتب تجارية والسماح للطيران الاسرائيلي باستخدام اجواء الدول العربية وتنشيط التبادل الثقافي والاكاديمي.
ويريد العرب ان تقدم اسرائيل تنازلات مثل التجميد الكامل لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما يرفضه نتنياهو رغم الضغط الامريكي.
ويقول المسؤولون الامريكيون انه حتى في حالة عدم تجميد الاستيطان فان على العرب ان يتخذوا خطوات حسن النية.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما عقد الثلاثاء اجتماعا لم يسفر عن شيء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في نيويورك.

مصر تشرح مقترحاتها للسلام في الامم المتحدة
وبعد يوم من الاجتماع قال اوباما في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان "الوقت قد حان لاعادة احياء المفاوضات دون شروط مسبقة"، في اعتراف مبطن بانه قد لا يتمكن من وقف الاستيطان الاسرائيلي.
وحث اوباما الطرفين على البدء في مفاوضات للتوصل الى اتفاق شامل ينهي الصراع.
موقف مصر
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اتهم اسرائيل بانها تنقصها الارادة السياسية للدخول في محادثات سلام "جدية وذات مصداقية".
وقال في كلمة بلاده امام الجمعية العامة للامم المتحدة السبت: "على مدار العام لم تبد اسرائيل الارادة السياسية للدخول في مفاوضات جادة وذات مصدقاية بهدف التوصل الى تسوية نهائية للصراع".
ولخص ابو الغيط المقترحات المصرية للتسوية مستحثا الاسرة الدولية لوضع "اطار التسوية الشاملة" في مرتبة الاولوية، كما اكد على ضرورة "ضمان التزام اسرائيل بوقف كل النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".
وترفض اسرائيل التجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربية، مصرة على ضرورة ضمان "الحياة الطبيعية" للمستوطنات الاسرائيلية التي تضم نصف مليون مستوطن.
وقال ابو الغيط في كلمته: "ان دخول اسرائيل في مفاوضات جادة وواضحة ومحددة سيعيد الوضع بالنسبة لقضايا عديدة اخرى الى ما كان عليه في التسعينات على صعيد التفاعل العربي مع اسرائيل".