تركيا تبحث اتفاقا لتخزين اليورانيوم الإيراني
- جوناثان هيد
- بي بي سي- اسطنبول

العلاقات بين طهران وأنقرة شهدت دفئا ملحوظا في الآونة الاخيرة
اكدت كل من تركيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهما تجريان مباحثات بشأن السماح لإيران بتخزين جزء من اليورانيوم المخصب الذي تملكه لدى تركيا.
وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تتواصل فيه الضغوط على إيران للقبول بعرض دولي يطالبها بإرسال اليورانيوم الذي تخصبه إلى الخارج لمعالجته وزيادة تخصيبه بحيث يصبح صالحا للاستخدام لأغراض طبية وعلمية في مفاعلها النووي بطهران.
وقد رفضت طهران عروضا لكي تتولى روسيا وفرنسا هذه المهمة مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. لكن الولايات المتحدة وأوروبا تقول إن إيران ربما تستخدم ما تخصبه من يورانيوم لأغراض عسكرية.
إن السرعة التي تحسنت بها العلاقات بين تركيا وإيران خلال الشهور الأخيرة قد اثارت بعض القلق في أوساط حلفاء أنقرة في الغرب.
قوة صاعدة
كما أن الدفء الذى تبدى في لقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في طهران الشهر الماضي، ربما يكون قد سبب بعض المخاوف في واشنطن.
ولكن هل يمكن لهذا المحور الجديد أن يخدم هدفا ما؟
تباهي تركيا بانها قد أصبحت قوة صاعدة في منطقة الشرق الأوسط وبقدرتها على لعب دور الوسيط في المنطقة.
وفي هذا الإطار ظهر الحديث فجأة عن تركيا باعتبارها مخرجا للطريق المسدود الذي وصلت إليه المواجهة بين طهران ومجلس الامن الدولي بشان البرنامج النووي الإيرني.
فإيران لم تبد حماسا للمقترح الذي تقدمت به لها القوى الغربية الست لمعالجة وقودها المخصب في الخارج، لكنها الآن تستمع إلى مقترح من جارتها المسلمة - تركيا- لكي تحفظ لها هذا اليورانيوم بوصفها طرفا ثالثا.
وقد بحث الجانبان هذا المقترح على هامش القمة الإسلامية في اسطنبول يوم الاثنين الماضي، كما تحدثت عن وجوده الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولا تمتلك تركيا برنامجا نوويا خاصا بها، كما أنها لم تشرع في محاولة في هذا الاتجاه.
وتقول الوكالة الدولية إن اليورانيوم الذي تخصبه إيران من النوع البسيط ويسهل تخزينه والتعامل معه دون مخاوف.
وبوسع تركيا أن تبني سريعا منشأة للتخزين وما سيتبقى بعد ذلك سيكون اتفاقا مع الوكالة الدولية لمراقبة هذا المخزون.
فإذا تم الاتفاق بالفعل وحقق نجاحا ، فسيكون بوسع تركيا التأكيد على سياستها بعدم وجود أي مشكلات لها مع جيرانها، كما سيكون من شأنها طمأنة المتخوفين من أن يكون توجه تركيا صوب الشرق يعني إدارة وجهها للغرب.