التعذيب في المعتقلات الفلسطينية:ملف شائك ومحظور
- أحمد البديري
- بي بي سي - الاراضي الفلسطينية
الانقسام الفلسطيني يمثل احد الاسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة
تصاعدت ظاهرة التعذيب في المعتقلات الفلسطينية خلال السنوات الاربع الماضية وبلغت الذروة بعيد الانقسام الفلسطيني.
وابلغت منظمات حقوق الانسان عن المئات من الحالات ولكنها لا تملك الرقم الدقيق خاصة مع خوف بعض المعتقلين الذين تعرضوا لتعذيب من الانتقام منهم وعدم تعاون الاجهزة الامنية.
ويتهم الجانبان الفلسطينيان بعضهما البعض بممارسة التعذيب ويعتبرانه احد اهم الاسباب لفشل التوصل إلى مصالحة، والتي كلما اقتربا من التوصل إليها وضعا شرط الافراج عن المعتقلين السياسين ولكن دون جدوى.
وعانى الفلسطينيون عموما من التعذيب في السجون الاسرائيلية لعقود ولكن هذه الظاهرة انتقلت إلى سجونهم وحتى طرق التعذيب تتكرر وحسب هذه المنظمات فإن تجربة التعذيب اذا ما قورنت مع الانتهاكات الأخرى فهي الاكثر تأثيرا على الإنسان.
اتهامات متبادلة
ومنذ أربع سنوات والسلطة الفلسطينية في الضفة تؤكد على انها تراعي الاجراءات القانونية وفي هذا الصدد قال اللواء عدنان الضميري الناطق الرسمي للاجهزة الامنية في الضفة الغربية ان "من يتم اعتقاله فذلك بسبب مخالفة أمنية بالتحريض على العنف او امتلاك السلاح غير القانوني أو غسيل الاموال بما يخالف القانون الفلسطيني.
وتشير السلطة في رام الله إلى وجود تجاوزات ولكن تم التعامل مع بعضها ويضيف الضميري " لم تطرح قضايا التعذيب والمخابرات إلا عند الفلسطينيين لأننا شفافين".
في المقابل يقول المئات من نشطاء حماس إنهم تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب في الضفة ومنهم عزام الفحل الذي قال لبي بي سي " تم استخدام طريقة الشبح معي وهي انني علقت لساعات بكلبشات ومرفوع عن الارض ".
وعزام كان من الذين شهدوا مقتل الشيخ مجد البرغوثي الذي توفي حسب منظمات حقوق الانسان تحت التعذيب واضاف " رأيت الشيخ مجد البرغوثي قبل يومين من استشهاده وكان يحتضر فأدخلوه إلى الزنزانة وكان ينادي علي بالاسم وقال للشباب داخل المعتقل انه شل تماما عن الحركة".
من جهته دافع عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عن السلطة معتبرا ما يجري بالامر بالمتوقع واشار "هذه غريزة انسانية موجودة وهي بث الالم والابتزاز واستغلال الاخرين في كل دول العالم الثالث عند اجهزة الامن".
وعزام نفسه كان معتقلا عند الاسرائيليين وقال انه تعرض لتعذيب في احد الدول العربية لكنه في المقابل اكد على اهمية قيام المجلس التشريعي الفلسطيني والذي هو يرأس كتلة فتح فيه بتحمل المسؤولية لنبذ ومحاسبة من يقوم بهذه الانتهاكات.
كما قال شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق لحقوق الانسان إن الأجهزة الامنية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ليست احسن أداء، وأشار إلى وجود معلومات موثقة عن تعذيب في معتقل أنصار في القطاع بل واشار إلى قيام نشطاء من كتائب القسام ملثمين باعتقال نشطاء فتح ومن فصائل اخرى.
ملثمون
أما الشاب بلال كوارع وهو من قطاع غزة ويعيش الان في رام الله فقال لبي بي سي إن الأجهزة الامنية في غزة قتلت أخاه لانتمائه لجهاز الامن الوقائي،وبلال مبتور القدمين وروى ما حدث له قائلا :" تم اعتقالي وضربي ومن ثم تم اطلاق النار على قدمي وسط الشارع الرئيسي من قبل ملثمين من كتائب القسام".
وأضاف بلال "بعد أن أطلق أحدهم النار على قدمي قال لي لن اقتلك بل اريد ان تتحسر امك عليك طول العمر وتراك امامها ولن تمشي ابدا".ويحاول بلال العودة إلى الحياة الطبيعية مؤكدا "سأبني مستقبلي ولست متشائما".
توجهنا بالسؤال عما يجري في القطاع إلى الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة ايهاب الغصين والذي كان جوابه مماثلا إلى حد بعيد لما قاله اللواء عدنان الضميري فقال الغصين " كل الاعتقالات تجري حسب الاجراءات القانونية وعندما توجه لنا البعض عن سبب اعتقال احد نشطاء فتح تبين انه تاجر مخدرات ".
ونفى الغصين مشاركة ملثمين من القسام في عمليات الاعتقال وقال إن "السجون مفتوحة لصحفين ومؤسسات حقوق الانسان".
أما عمر عبد الرازق وزير المالية السابق في حكومة حماس والنائب في المجلس التشريعي عن التعذيب فأوضح أنه في الضفة الغربية وليس على اطلاع كامل عما يجري في غزة مضيفا "لكن نحن من حيث المبدأ نرفض اي تعذيب او اي اعتقال وقد حصلنا على وعد من رئيس الوزراء السيد اسماعيل هنية وكان هناك استجابة منه ومن وزير الداخلية الراحل والحالي وكان وعد بمنع التعذيب ".
ملف التعذيب شائك ومن المواضيع الممنوعة من النشر في الاعلام الفلسطيني في غزة والضفة كما اشار الصحفي والكاتب خليل شاهين الذي قال ان هناك ضغوطا تمارس على كل صحفي يحاول فتح هذا الملف.