كوريا الجنوبية: اتفاق مبدئي على إنهاء الحرب الكورية رسميا

مون

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

الرئيس مون ملتزم بالتواصل مع كوريا الشمالية

كشف رئيس كوريا الجنوبية، مون جا إن، أن بلاده اتفقت مبدئياً مع كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين على إنهاء رسمي للحرب الكورية، التي توقفت بهدنة بين بيونغ يانغ وواشنطن قبل حوالى 68 عاما.

ولكنه أضاف أن المحادثات لم تبدأ بعد، بسبب مطالب كوريا الشمالية.

وقسمت الحرب، التي استمرت من 1950 إلى 1953 شبه الجزيرة الكورية إلى جزئين.

ولا يزال الشمال والجنوب في حالة حرب منذ ذلك الوقت. وتدعم الصين كوريا الشمالية أما كوريا الجنوبية فتدعمها الولايات المتحدة. وتتميز العلاقات بينهما بالتوتر.

وقد جعل الرئيس مون من التواصل مع الشمال هدفاً رئيسياً في فترة حكمه، ودعا إلى إعلان رسمي لإنهاء النزاع بين الطرفين، ولكن مراقبين يعتقدون أن المهمة صعبة جداً.

وتحدث مون عن الاتفاق، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، في كانبيرا.

ماذا تريد كوريا الشمالية؟

قالت كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في سبتمبر/ أيلول، إن بلادها متفتحة على المحادثات، بشرط أن تنتهي الولايات المتحدة عن "سياستها العدائية" تجاه كوريا الشمالية.

وتعترض كوريا الشمالية على الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، وعلى المناورات التي يجريها الطرفان كل عام، فضلا عن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على برنامج الأسلحة في كوريا الشمالية.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

كيم يو جونغ مع شقيقها كيم جونغ أون

ولكن الولايات المتحدة تقول إن كوريا الشمالية مطالبة بالتخلي عن برنامج الأسلحة النووي قبل الحديث عن رفع العقوبات.

وقال مون الاثنين إن كوريا الشمالية مستمرة في هذه المطالب كشرط أساسي للمحادثات.

وأضاف: "لهذا السبب لم نتمكن من الجلوس إلى طاولة المحادثات أو المفاوضات بشأن الإعلان. ونأمل أن تبدأ المحادثات".

وكان رئيس كوريا الجنوبية ألح على أن إعلان إنهاء رسمي للحرب سيشجع كوريا الشمالية على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية.

ما موقف الولايات المتحدة والصين؟

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك أوسوليفان، في أكتوبر/ تشرين الأول، في مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة "قد يكون لها منظور مختلف لتراتب وتزامن الشروط في مختلف الخطوات"، للتوصل إلى اتفاق بشأن الإعلان.

ولكن وكالة الإنباء الكورية الجنوبية يونهاب ذكرت الأسبوع الماضي أن دبلوماسياً صينياً رفيع المستوى تعهد بدعم بلاده "للسعي من أجل إعلان إنهاء الحرب"، نقلاً عن دبلوماسي كوري جنوبي في بكين.

ماذا حدث في الحرب الكورية؟

اندلعت الحرب عندما اقتحمت قوات قوامها 75 ألف جندي من الشمال الشيوعي الحدود مع الجنوب، في يونيو حزيران 1950.

وتدخلت القوات الأمريكية في الحرب دعما للجنوب، وتمكنت من إبعاد القوات الشمالية المدعومة من الصين والاتحاد السوفييتي.

واستمرت الاشتباكات الدامية إلى أن وقعت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اتفاقا لوقف القتال في يوليو/ تموز 1953.

وأدى النزاع المسلح إلى مقتل 5 ملايين شخص من الجنود والمدنيين.

تحليل

لورا بيكر

مراسلة بي بي سي في سيول

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
بي بي سي إكسترا

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

لم يبق أمام الرئيس مون الكثير من الوقت، إذ تنتهي فترته الرئاسية في شهر مارس/ أذار المقبل، بعد خمس سنوات من الجهود المخلصة من أجل إحلال السلم الدائم في شبه الجزيرة الكورية.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال كوريا الشمالية منعزلة أكثر من أي وقت مضى. ويبدو ، حتى الآن، أن أيام المصافحات والوعود بين الكوريتين قد ولت.

وآخر ما يأمل فيه مون هو محاولة وضع اتفاق لإنهاء الحرب على طاولة المحادثات.

لكنه يواجه تحديات كبيرة.

فالولايات المتحدة تبدو أقل تحمسا للفكرة، وإن كانت إدارة بايدن سعيدة بإجراء محادثات، فلا أحد، بطبيعة الحال، يريد حالة حرب دائمة في شبه الجزيرة. ولكن البعض يرى أن الاتفاق سيكون مكافأة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دون ضمان الحصول على مقابل منه.

فالداعمون يقولون إن الاتفاق سيكون لفتة دبلوماسية، ونقطة بداية تمنح كوريا الشمالية ضمانات أمنية. أما المعترضون فيرون أن بيونغيانغ قد تستعمله للمطالبة بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها 28500 جندي من كوريا الجنوبية، وإنهاء المناورات العسكرية الكورية الجنوبية الأمريكية التي تقام كل عام.

ووصف وسائل الإعلام الكورية الشمالية الفكرة أيضا بأنها "سابقة لأوانها".

ويواجه الرئيس مون مشكلة أكبر، وهو أن كوريا الجنوبية لم توقع على اتفاق وقف القتال. فاتفاق إنهاء الحرب لن ينسب له.

ويمكنه أن يحاول إقناع الجميع بالجلوس حول طاولة المحادثات، ولكن جعلهم يتفقون على التفاصيل مهمة تشبه الصعود إلى قمة إيفرست.