وفاة وزير الدفاع الامريكي الاسبق روبرت مكنامارا

روبرت مكنامارا
التعليق على الصورة،

روبرت مكنامارا مع الرئيس كنيدي في حديقة البيت الابيض

اعلن في الولايات المتحدة عن وفاة وزير الدفاع الاسبق روبرت مكنامارا، الذي شغل المنصب ابان ازمة الصواريخ الكوبية والحرب الفيتنامية، عن 93 عاما.

كما يعتبر مكنامارا، الذي خدم في ادارتي الرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون، احد مهندسي ستراتيجية الردع النووي الامريكية.

وقد عين مكنامارا بعد تقاعده من وظيفته الحكومية مديرا للبنك الدولي.

ولد روبرت مكنامارا في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا عام 1916، ونال شهادة الاقتصاد من جامعة بيركلي قبل ان يحزو على شهادة الماستر من جامعة هارفارد بولاية ماساشوسيتس.

وقالت زوجته ديانا إنه كان يعاني من توعك صحته لوقت طويل، وانه توفي في منامه في داره في العاصمة واشنطن.

وعمل مكنامارا قبل استيزاره عام 1961 رئيسا لشركة فورد لصناعة السيارات في الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية.

الا ان شهرته تتأتى من علاقته المباشرة بالحرب الفيتنامية التي اشرف عليها بين عامي 1961 و1968.

فقد اصبح مكنامارا بسبب علاقته العضوية بهذه الحرب رمزا - بالنسبة للعديد من معارضي الحرب - لسياسة فاشلة خلفت اكثر من 58,000 من القتلى الامريكيين.

ولم تسلم حتى اسرة مكنامارا من الانقسام الذي ساد المجتمع الامريكي ابان تلك الحرب. فقد شارك ابن مكنامارا الذي كان آنذاك طالبا في جامعة ستانفورد في الاحتجاجات والتظاهرات المناوئة للحرب التي كان يديرها والده.

التعليق على الصورة،

عبر مكنامارا عن ندمه عن الدور الذي لعبه في الحرب الفيتنامية

الا ان مكنامارا عبر لاحقا في مذكراته التي نشرها عام 1995 عن ندمه على الدور الذي لعبه في الحرب الفيتنامية.

فقد وصف الحرب في مذكراته بأنها كانت "خطأ مريعا" نتج عن اجتماع ثلاثة عناصر: الجو المعادي للشيوعية الذي كان سائدا آنذاك، وفرضيات خاطئة حول السياسة الخارجية، وسوء تقدير عسكري.

كما تكلم مكنامارا بصراحة عن الحرب الفيتنامية وازمة الصواريخ الكوبية في فيلم وثائقي انتج عام 2003 تحت عنوان: "ضباب الحرب: احد عشر درسا من حياة روبرت مكنامارا." وقد حقق هذا الفيلم نجاحا لا بأس به، إذ فاز بجائزة اوسكار لافضل فيلم وثائقي خصوصا وانه انتج بالتزامن مع غزو واحتلال العراق.

انتقاد قصف الشمال

وكان مكنامارا قد انتقد في عام 1967 القرار الامريكي بشن حرب جوية على مدن فيتنام الشمالية ردا على الهجمات التي كانت تتعرض لها القواعد العسكرية في فيتنام الجنوبية على ايدي مقاتلي جبهة التحرير الوطني الفيتنامية (الفييت كونج، كما كان يطلق عليهم الامريكيون).

ولذا فقد قرر الرئيس ليندون جونسون اعفائه من منصب وزير الدفاع في السنة التالية، وعرض عليه رئاسة البنك الدولي بعد ان قضى فترة اطول في المنصب من اي وزير امريكي آخر.

وقد كرس مكنامارا الكثير من وقته وجهده في منصبه الجديد لتحسين ظروف الحياة في الارياف في البلدان النامية، إذ كان يؤمن بأن التنمية تمثل طريقا اضمن الى احلال السلم من بناء الجيوش وتكديس الاسلحة.

ولعب مكنامارا بعد تقاعده من ادارة البنك الدولي في عام 1981 دورا في الدعوة الى نزع السلاح النووي.