التايمز: مواقف الدول الغربية تجاه إيران تعكس مأزق التعامل معها

الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد
التعليق على الصورة،

تلاحظ الجاريان أن حضور السفير البريطاني لمراسم التنصيب يدل على مقاربة براجماتية تجاه إيران

خصصت الصحف البريطانية الصادرة الخميس تغطية واسعة لحفل تنصيب الرئيس الإيراني لولاية رئاسية ثانية، إضافة إلى الوضع في أفغانستان.

فيما يخص تغطية حفل تنصيب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لولاية رئاسية ثانية، تنشر صحيفة التايمز خبرا بعنوان "البيت الأبيض يغير موقفه في ظل أداء الرئيس القسم وسط احتجاجات".

تقول الصحيفة إن البيت الأبيض سجل موقفا انطوى على تراجع محرج الليلة الماضية إذ سحب وصفه السابق للرئيس أحمدي نجاد بأنه "قائد منتخب" في اليوم الذي أدى فيه القسم رئيسا لإيران لولاية رئاسية ثانية.

وتنقل الصحيفة عن الناطق باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، روبرت جيبس، قوله "دعوني أصحح ما قلته البارحة. بغض النظر عن نزاهة الانتخابات، فسنترك (الشعب الإيراني) يقرر ماذا حدث".

وتتابع الصحيفة قائلة إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، حاولت تعديل خطأ سابق عكس مأزق الدول الغربية حيال الأحداث في إيران. ففي الوقت الذي حاولت فيه ربط جسور التواصل مع الحكومة الإيرانية الجديدة بشأن برنامجها النووي، فإن كلينتون عبرت عن إعجابها بموقف المعارضة الإيرانية المتمثل في "مواصلة معارضتها" لنتائج الانتخابات وما تلاها من قمع لأنصار المعارضة بطريقة "وحشية".

وترى الصحيفة أن قول أحمدي نجاد إنه فاز بنسبة 63 في المئة من أصوات الناخبين لا يستقيم مع ما حدث خلال حفل تنصيبه البارحة، وتلاحظ أن المناسبة لم تكن حدثا مفرحا. وتمضي قائلة إن التلفزيون الرسمي ذكر أن السلطات نشرت نحو 5 آلاف فرد من الشرطة وميليشيا الباسيج بهدف حماية مبنى البرلمان من أنصار المعارضة.

وتلاحظ أن بعض المدعوين لحفل التنصيب نقلوا إلى البرلمان على متن طائرة هيلوكبتر في حين قاطع زعماء المعارضة ونحو 50 نائبا برلمانيا معتدلا مراسم التنصيب.

لكن الصحيفة تسجل أن من بين الحاضرين سفير بريطانيا وسفراء الدول الغربية الأخرى رغم أن حكومات بلادهم لم ترسل خطابات التهنئة الاعتيادية للقيادة الإيرانية.

وتتابع الصحيفة قائلة إن رغم أن الرئيس الإيراني سبق أن وصف انتخابات 12 يونيو/حزيران الماضي بأنها تشكل "ملحمة غير مسبوقة"، فإن خطاب أحمدي نجاد خلال حفل التنصيب كان هادئا نسبيا وخاليا من الزخم الذي كان منتظرا منه.

وتنقل الصحيفة عن أحد الحاضرين قوله إن الحفل كان "يفتقر إلى الحيوية المطلوبة وجرى في أجواء كئيبة وروتينية. كأنهم كانوا يريدون فقط إزاحة العبء عنهم ليس إلا".

وتقول الصحيفة إن السلطات الأمنية لجأت إلى إغلاق المحلات التجارية ومحطات مترو الأنفاق وقطع خدمات الهواتف المحمولة في وجه دعوة المعارضة إلى تنظيم احتجاجات واسعة خارج مبنى البرلمان.

وتلاحظ أن السفير البريطاني، سيمون جاس، رفقة رؤساء وفود أوروبية أخرى تابعوا خطاب الرئيس الإيراني الذي تعهد فيه بمحاربة "قوى الاضطهاد" خلال ولايته الثانية، ساخرا من رفضها تقديم التهئنة له.

ناشطة إيرانية

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
بي بي سي إكسترا

بي بي سي إكسترا بودكاست يناقش كل أمور حياتنا اليومية، يأتيكم ثلاثة أيام أسبوعياً

الحلقات

البودكاست نهاية

صحيفة الجارديان تنشر مقالا لمراسلها في طهران هارون صديق بعنوان "ناشطة إيرانية تنتقد بريطانيا بسبب حفل تنصيب أحمدي نجاد".

يقول الكاتب إن قرار بريطانيا إرسال سفيرها لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني لقي انتقادا من طرف ناشطة في المعارضة كان زوجها قد احتجز من طرف قوات الأمن الإيرانية في إطار تعامل السلطات مع الاحتجاجات التي تلت الإعلان عن نتائج الانتخابات.

ويمضي الصحفي قائلا إن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أن نائب بعثتها في طهران، باتريك ديفز، شارك في مراسم تصديق المرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي، على انتخاب أحمدي نجاد في حين أن السفير البريطاني، سيمون جاس، حضر مراسم التنصيب التي جرت البارحة رغم العلاقات المتوترة بين البلدين.

وتقول فاطمة شمس البالغة من العمر 26 عاما وهي طالبة في جامعة أكسفورد وقد احتجز زوجها في إيران في أعقاب الاحتجاجات التي تلت ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية إن انحسار الدعم القادم من الخارج أصبح يشكل "قلقا رئيسيا" لدعاة الإصلاح في إيران.

ومضت قائلة إن "أي نوع من الدعم يمنح لهذا الانقلاب ليس مقبولا. أغلبية الشعب الإيراني لن تتردد في انتقاد بريطانيا إذا أدركت أن ممثلها كان حاضرا هناك".

وتابعت قائلة إن معظم دعاة الإصلاح قاطعوا حفل التنصيب، مضيفة أن ثلاثة من الذين حضروا الفعالية انتُقدوا بشدة في المواقع المحسوبة على المعارضة.

ولاية ثانية

تقول الجارديان إن الانقسامات كانت قوية

نفس الصحيفة تنشر مقالا لمحررها لشؤون الشرق الأوسط، إيان بلاك، بعنوان "محمود أحمدي نجاد يبدأ ولايته الثانية رئيسا لإيران".

يقول المحرر إن الرئيس الإيراني بدأ رسميا ولايته الثانية رئيسا لإيران متعهدا بخدمة شعبه ومقاومة ضغوط الدول الأجنبية التي شككت في صلاحية إعادة انتخابه.

ويلاحظ الصحفي أن الانقسامات الإيرانية ظهرت بقوة في ظل تصدي قوات مكافحة الشغب لمئات المتظاهرين خارج مبنى البرلمان في طهران حيث أدى القسم لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

ويتابع الصحفي قائلا إن البيت الأبيض يواجه صعوبة في التعامل مع الرئيس الإيراني إذ سبق له أن وصفه بأنه "قائد منتخب" لكنه عاد وسحب وصفه على لسان الناطق باسمه، روبرت جيبس، حينما قال "لقد نصب رئيسا لإيران. هذه حقيقة. هل كانت الانتخابات نزيهة، الشعب الإيراني لا يزال يطرح أسئلة بشأن هذا الموضوع، وهو الذي سيقرر".

ويرى أن حضور السفير البريطاني مراسم التنصيب يدل على مقاربة براجماتية تجاه بلد تمثل طموحاته النووية محط اهتمام المجتمع الدولي.

ويرصد أن السلطات منعت وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية أنشطة المعارضة.

ويلاحظ أن الفريق الاقتصادي الذي سيشكله أحمدي نجاد من الأهمية بمكان أخذا في الاعتبار ارتفاع نسبة التضخم واتساع البطالة وتنامي المعارضة للسياسات الشعبوية التي اتبعها خلال فترة رئاسته الأولى.

تعتيم إعلامي

قالت كلينتون إن الإدارة الأمريكية تعتبر أحمدي نجاد هو رئيس إيران

نطالع في صحيفة الإندبندنت مقالا لمحررة الشؤون الأجنبية، كاترين باتلر، بعنوان "تعتيم تلفزيوني ومقاطعة تفسدان حفل تنصيب أحمدي نجاد".

تقول الصحفية إن عشرات من نواب البرلمان وكبار رجال الدين وشخصيات مهمة أخرى كانت ستحضر حفل التنصيب في الأحوال العادية قاطعوا المناسبة.

وقررت السلطات عدم نقل مراسم التنصيب على الهواء مباشرة في بث حي على التلفزيون الرسمي بشكل يتعارض مع مناسبات سابقة في ظل مقاطعة الرئيسين الإيرانيين السابقيين محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني للمناسبة.

ورغم أن كلينتون امتدحت شجاعة أنصار المعارضة الإيرانية ودعاة الإصلاح في مواصلة تنظيم المظاهرات، فإنها قالت "سياستتنا تبقى هي نفسها. نتعامل مع حقيقة أن الشخص الذي نصب اليوم سيعتبر الرئيس".

طالبان

التعليق على الصورة،

عبر السفير البريطاني عن تفاؤله الحذر بشأن الانتخابات المقررة نهاية الشهر الحالي

صحيفة الجارديان تنشر تقريرا بعنوان "معظم من يقاتلون مع طالبان في أفغانستان، يمكن أن يغيروا موقفهم".

تقول الصحيفة نقلا عن السفير البريطاني في أفغانستان، مارك سيدويل، إن نحو ثلثي الذين يقاتلون إلى جانب طالبان قد يغيرون مواقفهم لو أقنعوا بذلك.

وعبر السفير عن تفاؤله الحذر بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في وقت لاحق من الشهر الحالي، ملاحظا أن 70 في المئة من الناخبين بمن فيهم سكان ولاية هلمند حيث تجري أعمال عنف "سيكون بمقدورهم التصويت".

لكن السفير يستدرك أن نسبة المشاركين في الانتخابات قد تتراجع مقارنة مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2004.

وقد لاحظ المسؤولون البريطانيون أن أحد المشكلات التي تواجه العملية الانتخابية تتمثل في صعوبة معرفة عدد الناخبين المحتملين في كل دائرة انتخابية وبالأحرى عدد سكان البلد الإجمالي.

وقال السفير إنه يفضل وصف أنصار طالبان بأنهم "الأشخاص الذين يذهبون مع طالبان" وليس "أعضاء في طالبان"، مضيفا أن "ثلثي من يحاربون مع طالبان يندرجون في هذه الفئة وبالتالي يمكن إعادتهم إلى الشرعية".