."لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، واحدث الاصدارات من برنامج "فلاش بلاير
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
تنتشر في السنغال مدارس تعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن، وتشرف على هذه المدارس غير الحكومية طرق صوفية ومتبرعون.
وتشهد هذه المدارس اقبالا كبيرا، رغم أن عدد السنغاليين من أصول عربية لا يتجاوز الواحد في المئة من سكان البلاد.
وطالما اعتبرت الطرق الصوفية في السنغال حامية للثقافة العربية والإسلامية، وتحولت منذ قرون إلى مراكز ثقافية وصمدت أمام التأثيرات الغربية، كما وظفت الإسلام لحشد القوة قصد مواجهة الإستعمار.
يحرص العديد من المسلمين على تعليم ابنائهم اللغة العربية
ولحماية المسلمين من محاولات التبشير، أنشأت الطرق الصوفية العديد من المدارس القرآنية التي تستقطب الأطفال لتلقينهم أبجديات اللغة العربية وحفظ القرآن، حتى بات عدد من أطفال السنغال يجيدون قراءة القرآن بل وتجويده.
وتعتبر مدينة تيواوون واحدة من أشهر المدن السنغالية التي تنتشر فيها مدارس حفظ القرآن وتعليم اللغة العربية، والسبب كونها العاصمة الروحية للطريقة التيجانية في البلاد.
ويجبر الآباء ابناءهم في هذه المدينة على حفظ القرآن، فالمسألة بالنسبة إليهم دينية الزامية قبل أن تكون ثقافية.
قد يبدو هذا الأمر عاديا، لكنه يحدث في بلد يتحدث اللغة الفرنسية ولهجة الولوف المحلية، ولا يتجاوز عدد السكان من أصول عربية فيه نسبة واحد في المئة.
ويقول بنعمر التيجاني أحد شيوخ الطريقة التيجانية السابقين إن مدارس حفظ القرآن كانت لا زالت "الحصن المنيع والأخير لمواجهة محاولات علمنة وتنصير المجتمع السنغالي".
ويرى بنعمر أن السنغال التي دخلها الإسلام منذ قرون واجهت ما يسميه "المد التنصيري" والمستعمرين بواسطة المدارس القرآنية التي تمثل "فضاءا تنظيميا للمقاومة".
ومما يلفت الإنتباه في السنغال أن عملية تعليم اللغة وحفظ القرآن ليست حكرا على الرجال، فالنساء أيضا يشرفن على بعض المدارس مثلما هو الحال بالنسبة لمريم نياس وهي واحدة من أشهر المدرسات في السنغال.
وتسهم مريم بمالها وعلمها لإيواء وتعليم الأطفال والشباب بمن فيهم أطفال الشوارع، لحمايتهم من التشرد والإنحراف ومدرستها مفتوحة أيضا لأطفال الدول الإفريقية المجاورة.
وتقول مريم، وهي في عقدها السابع، إنها بدأت تعليم الأطفال وهي في سن السادسة عشرة، ونذرت حياتها لحفظ القرآن وتعليمه للأطفال.
ويأوي بيت مريم أكثر من خمسين تلميذا من حفظة القرآن تتكفل بأكلهم ومبيتهم، وغالبية تلاميذها من خارج السنغال وعلى الخصوص من الدول الإفريقية المجاورة .
وتعمل مريم على البحث عن اطفال الشوارع واقناعهم بالإلتحاق بمدرستها لتعلم حفظ القرآن واللغة العربية، وتقول مريم إن عددا من المشردين درسوا بمدرستها ويعملون اليوم بشكل يضمن لهم دخلا للعيش الكريم .
ومما يلفت الإنتباه أكثر في المدن السنغالية وجود مدارس قرآنية في الشارع، يتوافد عليها التلاميذ في أوقات فراغهم.
ولا يتضمن منهج التعليم الحكومي تدريس اللغة العربية إلا في مراحل متقدمة من الدراسة، وتكون فيها العربية اختيارية إلى جانب اللغات الإسبانية والروسية والألمانية.
وتمول هذه المدارس بمساهمات رمزية من أولياء أمور التلاميذ ومساعدات مالية من متبرعين.
ويطلق على مدارس القرآن في السنغال اسم (الدارا) وتخرج منها آلاف الدارسين والمثقفين وكذلك بعض رجال السياسة.
BBC © 2014 البي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
يمكن مشاهدة هذه الصفحة بافضل صورة ممكنة من خلال متصفح يحتوي على امكانية CSS. وعلى الرغم من انه يمكنك مشاهدة محتوى هذه الصفحة باستخدام المتصفح الحالي، لكنك لن تتمكن من مطالعة كل ما بها من صور. من فضلك حاول تحديث برنامج التصفح الذي تستخدمه او اضافة خاصية CSS اذا كان هذا باستطاعتك